سألتني هل أنظم شعراً ؟

 فأجبتها  كلا ،، كلا  ، أحبّ الشعر وقوافيه ، وبحوره وشواطيه ، لكني أتذوقه ، أحفظه ، أعيش معه ، أتأوه بداخله ويتأوه بداخلي

قالوا :  ما أجملَ الشعر الذي يدخل القلب بدون استئذان ، أما الذي يطرق بابه ويقف على عتباته  فليس بشعر !

 الشعر شعور ومشاعر  ، وليس هدر حبر ومحابر

 الشعر صعب وطويل سلّمه **إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه 

زلت به إلى الحضــيض قدمـــه ** يريد أن يعربه فيعجمه

أما الشعراء فهم ثلاثة : شاعر ، وشويعر ، وشعرور

 للأسف غالبية من يدعي الشعر فهو من الفئة الثالثة ، وكثير من الفئة الثانية أما الفئة الأولى فقليل ما هم

الناس ينبهرون من العربات الفارغة التي تحدث أصواتاً ، 

أما الممتلئة فربما تمرّ من بينهم دون أن يشعروا بها ...

 مع أنها تحتوي على أرزاقهم وقوت أولادهم

لكن هكذا غالبية الناس تصعقهم الأضواء ،

 يصبحون كالقطط السنوّرية التي فجأة سلطت عليها الأنوار ،

 تبهرهم الشخصيات الحركية البهلوانية التي لها قرقعة وفرقعة

 أمّا الشخصيات الثقيلة الصامتة المحشوة أدباً وثقافة وعلماً  فإنها تضيع في خضم الغمرات

 لكن كما قال الأول :

ولو لبس الحمارُ ثياب خزٍّ  ** لقال الناسُ يالك من حمارِ

أجلكم الله  ...!